ريهام يعقوب، من سكان مدينة البصرة جنوب العراق. المدينة التي تسيطر معظم الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران على ثرواتها وسياستها. كانت ناشطة نسوية عراقية تعمل كأخصائية تغذية. وشاركت في الاحتجاجات العراقية ٢٠١٩-٢٠٢٠ ودعت النساء الى عدم الصمت والوقوف ضد الظلم وشاركت مع الاف النساء الاخريات بالمظاهرات ضد
الحكومة داعية إلى إنهاء الانقسام الطائفي وسوء الخدمات والبطالة ولنهوض المرأة واحتجت على الحكومة. اغتيلت ريهام أثناء تواجدها داخل سيارتها في ١٩ أب ٢٠٢٠ على أيدي مسلحين مجهولين.
بقلم : هدى سمیر
١٠\ ٩\٢٠٢٠
مع سقوط ديكتاتورية صدام وسقوط الدولة العراقية، تأملت النساء في العراق ان هذا التغيير سيؤدي الى تغيير إيجابي في حقوقهن وتطلعاتهن لمستقبل افضل. ولكن ما حدث كان العكس تماما. سلبت المرأة العراقية حقوقها الأساسية والمحدودة أيضا في أن تكون على الاقل مواطنة. وبدأت بفقدان حقوقها الواحد بعد الاخر بشكل عام. فرفضت النساء التزام الصمت في ضوء كل التغييرات التي أحاطت بهن.
سبعة عشر عاما مرت على سقوط حكومة صدام ومع ذلك لم تتغير معاناة المرأة العراقية ومعاناتها، في الواقع تم سحب البساط من تحت أقدامهنَّ تدريجياً ولم تتحسن اوضاعهنَّ بالرغم من التغييرات السياسية التي حدثت. وكأن الوضع السياسي في العراق قد انقلب بالإجمال ضدهن بسبب تصاعد عنف المليشيات والأحزاب التابعة للحكومة الإسلامية والإيرانية
في ظل الوضع السياسي الراهن ومابعد ٢٠٠٣، أُجبرت الكثير من النساء في العراق ا على ارتداء غطاء الرأس الالزامي وايضاً فقدنَّ حقهن في السفر بدون محرم. يوما بعد أخر، تعرضت سلامتهنَّ وأمنهنَّ للتهديد والخطر من قبل مختلف الميليشيات والاحزاب والذي يتمتعون بقوة أكبر في الدولة. يوماً بعد أخر، استمرت النساء في فقدان حقوقهن وتزامن ذلك مع فقدان العديد من الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والمياه النظيفة. وعاننَّ النساء النقص في فرص العمل مما أدى بعد ذلك إلى زيادة الفقر والتشرد والجوع.
وعند تزايد الرفض والاحتجاجات في ٢٠١٩ في العراق للمطالبة بظروف معيشية أفضل لم يسع المرأة الا المشاركة في هذه الاحتجاجات وكانت مشاركتها واضحة للغاية وملهمة لكثير من النساء حول العالم وأيضاً مستمرة. رغم أن مشاركتهن لم تكن بدون ثمن، فقد فقدت الكثير من النساء حياتهن بسبب أعمال القتل والاغتيالات المنظمة التي قيدت ضد مجهول. ريهام يعقوب هي الضحية الأخيرة للاغتيال المنظم بواسطة الميليشيات الدينية التي طالت النساء الناشطات خلال العقدين الاخيرين، وبالتأكيد لن تكون الأخيرة
ريهام يعقوب، من سكان مدينة البصرة جنوب العراق. المدينة التي تسيطر معظم الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران على ثرواتها وسياستها. كانت ناشطة نسوية عراقية تعمل كأخصائية تغذية. وشاركت في الاحتجاجات العراقية ٢٠١٩-٢٠٢٠ ودعت النساء الى عدم الصمت والوقوف ضد الظلم وشاركت مع الاف النساء الاخريات بالمظاهرات ضد
الحكومة داعية إلى إنهاء الانقسام الطائفي وسوء الخدمات والبطالة ولنهوض المرأة واحتجت على الحكومة. اغتيلت ريهام أثناء تواجدها داخل سيارتها في ١٩ أب ٢٠٢٠ على أيدي مسلحين مجهولين.
وهناك قصص أخرى لا حصر لها مثل ريهام يعقوب، في ٢٩ تشرين الأول ٢٠١٩ قتلت الناشطة والصحفية والتي كانت حاملا في طفلها الثاني سارة طالب مع زوجها في شقتهم الصغيرة وامام اعين ابنتهما البالغة أربعة أعوام. وفي ٢٥ أيلول ٢٠١٨ قتلت سعاد العلي عضو مؤسس منظمة” الود العالمي” والتي طالبت بمساندة المظاهرات والوقوف ضد الطائفية ودعت الى عمل إصلاحات في القوانين المدنية العراقية ولم يدفع ثمن هذه الجرائم التي ارتكبت ضد هؤلاء النساء أو يعتقل أو يحاكم أي شخص.
لقد فقدت العديد من النساء حياتهنَّ بسبب الميليشيات التي تريد منع النساء من المشاركة في الاحتجاجات
فالقتلة يريدون إرسال رسالة واضحة إلى النساء بأن حياتهن في خطر إذا شاركن في المظاهرات وخرجنَّ من بيوتهن
لكن النساء في العراق شاركنَّ وبقوة ولم يمنعهنَّ التهديد. نساء مثل علياء السعد ونور رحيم وهدى خضر وجنان الشحماني ساهمن َّفي علاج الجرحى خلال انتفاضة أكتوبر ٢٠١٩ في العراق. لقد وفرنَّ الطعام والماء في ميدان التحرير، ورغم أنهنَّ وقفنَّ وقفة بطولية في المظاهرات، إلا أن العديد منهم تعرضنَّ للخطف والقتل على أيدي الميليشيات
ازدياد حالات اغتيال الناشطات المدنيات المنظم الذي يحدث تحت انظار الحكومة الطائفية المتعصبة والفاسدة، اعطى للنساء القوة والعزيمة لعدم السكوت ويؤكد أن المرأة لم تعد تقبل مصيرها. فهؤلاء النساء قويات ومتمكّنات وقادرات على رفض الظلم وعدم الصمت بغض النظر عن الحكومة التي تحاول بالاغتيالات والتعنيف على أيقاهن.
النساء في العراق لن يصمتنَّ وسوف ينتصرنَّ دائمًا بالأمل والحلم بمجتمع أفضل وبالرغم من الاغتيالات.