https://www.almounadila.info/archives/9050?fbclid=IwAR2gZzsbikl8IDYvMMo3aVn6ZmQfXMpldUwYNitlmuVu2kIXRzpf6n1EeVU

توصل مدير جريدة المناضل-ة باستدعاء للمثول بالمحكمة الابتدائية بأكادير بشأن الملاءمة مع قانون الصحافة.

وتتطلب هذه الملاءمة عددا من الشروط منها بطاقة الصحفي المهني، وهذه تستوجب بدورها التسجيل في الضمان الاجتماعي… استيفاء هذه الشروط في حاجة إلى إمكانات مالية ليست في متناول جريدة مناضلة معتمدة على عائدات مبيعاتها ودعم قرائها وأنصارها وتضحيات الساهرين على صمودها، ما سيتطلب بذل جهود ووقتا.

وفي غضون هذا يأتي استدعاء وكيل الملك إلى جلسة محاكمة يوم 3 فبراير 2020.

ثم تلا استدعاء ثان في دعوى استعجالية ليوم 5 فبراير 2020 لحجب الموقع الالكتروني ووقف الجريدة أيضا.

 لقد كسرت التكنولوجيا الجديدة احتكار ذوي الإمكانات المادية للتعبير بإصدار الصحف الورقية أو إحداث قنوات راديو وتلفزة. كان إصدار جريدة يتطلب إمكانات لا تتوفر سوى للأقلية، وهي ضحية مراقبة وخنق،نموذجها ما تعرضت له حتى الصحافة الليبرالية [لوجرنال، نموذجا]. أما محطات الراديو وقنوات التلفزة فبوسع كبار الرأسماليين لا غير. ومع انترنت بات بإمكان أي مواطن أن يصدر جريدة الكترونية، او يفتح قناة بث، وبذلك اتسعت إمكانات التعبير. هذا الاتساع مزعج، وحتى مخيف، لمن يخشى حرية التعبير في بلد يسوده الاستبداد السياسي.

الغاية الجوهرية من التقييدات المستجدة هي الحد من حرية التعبير. لو كانت الغاية شكلية متمثلة في تنظيم ما يجري في ساحة الاعلام، فالدولة لها القدرة الكاملة على ذلك دون تقييد حرية إحداث مواقع الكترونية، فهي تراقب حتى الحسابات الشخصية على فايسبوك.

التحكم في الصحافة، أي إخراس الأصوات المزعجة، تلك هي الغاية، وتتجلى من كثرة الشروط. ألا يكفي ان يكون صاحب موقع الكتروني معروف الهوية لدى المصالح المعنية بما يتيح متابعته عند مخالفة قانون النشر؟

أليس في وجود إشهاد من المحكمة سمح بصدور جريدة المناضل-ة منذ 15 سنة ما يكفي لقانونية الموقع الناطق باسم نفس الجريدة؟ هل من فرق جوهري بين طبعها ورقيا ونشرها الكترونيا؟ موقع المناضل-ة صيغة الكترونية لجريدة ورقية صادرة بعد وضع ملفها بالمحكمة منذ 2004.

 بكل الأحوال لن تفلح التقييدات في تكميم الأفواه، وحتى تقدم التكنولوجيا سيسفه كل ساع إلى ذلك.

سنواصل واجبنا النضالي تجاه طبقتنا وعموم مقهوري هذا البلد، وعند حجب موقع المناضل-ة، سنستمر في التواصل بما تتيحه انترنت من إمكانيات عبر منصات التواصل الإجتماعي المختلفة: فايس بوك وتويتر ويوتوب وغيرها، مع مواصلة جهود استيفاء الملائمة المطلوبة.

الإعلام المناضل صمد بدعمكم، وتضحياتكم، وهو بأمس الحاجة لهذا الدعم والتضحية كي يواصل أداء مهامه في رفع درجة وعي طبقتنا وكافة المقهورين، كما رفع درجة تنظيمهم وقتاليتهم من أجل التحرر العميق والشامل المنشود.