أدناه ملخص لمقال أطول كتبه اشتراكيان إيرانيان معارضان للتدخل العسكري الإيراني في سوريا. يليه رد من فريدا عفاري وجوزيف ضاهر.

شبيحة الأمن القومي: من يجعلون من الأمة والدولة مضاجعة قومجية

بقلم امید رنجبر & آزاده شورمند

23 آب 2016

المصدر:

http://www.akhbar-rooz.com/article.jsp?essayId=75305

خطاب “الأمن القومي” يتم استعماله لغسل عقول عامة الإيرانيين ومنعهم من معارضة الدور التدميري للنظام الإيراني في سوريا والعراق ولبنان واليمن والبحرين. يساعد النظام في هذا الجهد مثقفون إصلاحيون “ديمقراطيون وقوميون”. “الأمن القومي” تحول إىل شيء مجرد لا علاقة له برفاهية الشعب الإيراني أو المنطقة.

تدخل إيران في سوريا وراءه أسباب سياسية وآيديولوجية واقتصادية. إيران بحاجة إلى سوريا كحليف إقليمي وكطريق إلى حزب الله في لبنان. كما أنها تعوّل على عقود إعادة إعمار وعلى صفقات عقارية مربحة لها في سوريا. النظام الإيراني أيضاً يوسّع دوره في العراق. عبر ذلك هو عزل حتى الفئة الأوسع من السكان العرب الشيعة في العراق، الذين يشعرون باستعمالهم في المنافسة الإيرانية مع السعودية وتركيا.

يحتاج المثقفون الإيرانيون للإعلان بشكل علني أين هم من قضية التدخل الإيراني في سوريا ودورها المحوري في الحرب. بحاجة أن يسألوا: لماذا تدافع إيران عن نظام الأسد؟ هل تمكّن “الإصلاحي المحافظ” روحاني من خلق أي تغيّرات بهذا الصدد؟ بدل ذلك ارتكب القوميون الإصلاميون جريمة تبنّي ذاك الزعم القائل إن إيران قوة جبارة في إضعاف داعش.

يحتاج المثقفون الإيرانيون لفضح الطريقة التي يستعمل بها النظام الإيراني سوريا كعنصر مفتاحي لبناء ترتيب جديد لمنطقة. هذه الإمبريالية ستقود لتعميق تحصينات نظام الجمهورية الإسلامية داخل إيران، ولمفاقمة عسكرية املجتمع وزيادة قمع المعارضات الداخلية.

الحل الوحيد هو التضمان الإقليمي بين القوى الاشتراكية/العلمانية. أحد الأمثلة على ذلك ’تحالف الاشتراكيين السوريين والإيرانيين‘. نضال روجافا في شمال سوريا والذي يؤكد على الديمقراطية المباشرة، والتعايش السلمي بين الأقليات القومية والدينية، والشأن البيئي، والمساواة بين الرجال والنساء على جميع الصعد، والقيادة من تحت، هو أيضاً نموذج متبقٍّ من كومونة باريس 1871، والتي تحتاج لتقويتها والدفاع عنها. معارضة روجافا لداعش والدول التي تدعم داعش كانت وما تزال بطولية. الكتائب الأممية، مثل تلك التي ذهبت إلى إسبانيا تضامناً مع الثورة الإسبانية عام 1936 هي ما تحتاجه روجافا اليوم.

إذا وضعت المعارضة الحالية في إيران مختلف المجموعات مع بعضها بهدف خلق تضامن مع القوى التقدمية في المنطقة، بما في ذلك روجافا والحركة الديمقراطية الشعبية للشعب السوري، سيقود هذا التضامن إلى تقوية قوات المعارضة الديمقراطية التقدمية في إيران. من الضروري جداً رؤية الصلة بين السياسات الإمبريالية في الخارج والسياسات القمعية في الداخل.

رد من فريدا أفاري وجوزيف ضاهر

7 أيلول 2016

نرحّب بهذا البيان الشجاع وتحدّيه لأولئك المثقفين الإيرانيين الإصلاحيين أو اليساريين الذين يدعمون التدخل العسكري الإيراني في سوريا ودوافعه الإمبريالية في المنطقة. الكاتبان لا يفضحان فقط أكاذيب الجمهورية الإسلامية وداعميها المثقفين بل أيضاً يدعون إلى تحالف مبني على المبادئ بين القوى الاشتراكية والتقدمية في المنطقة حول قضايا العدالة الاجتماعية والديمقراطية العلمانية وبدائل الرأسمالية.

نحن نتفق أن النضال الكردي من أجل تقرير المصير في سوريا ومناطق أخرى في المنطقة هو اختبار لكل أولئك الذين يسمّون أنفسهم اشتراكيين. وفي هذه المرحلة التي تدعم فيها كل القوى العالمية والإقليمية تدعم التدخل العسكري التركي في شمال سوريا، والذي هدفه مهاجمة وإسكات الأكراد، يصبح الدفاع عن النضال الكردي من أجل تقرير المصري ضرورياً جداً بالأخص.

للأسف، ولأسباب مختلفة، التعاون بين العرب والأكراد في بداية الثورة السورية عام 2011 ضعُف مع الوقت بشكل لافت، بينما زادت العنصرية والطائفية. أولاً، قادة ومجموعات المعارضة السورية اللبرالية والإسلامية عارضت أي شكل من أشكال تقرير المصير الكردي، وفي بعض الحالات دعمت هجوم المجموعات الأصولية الإسلامية على ’حزب الاتحاد الديمقراطي‘ (PYD) والمدنيين الأكراد. وعبر ذلك عبّروا عن موقف شوفيني يجب إدانته. ثانياً، ’حزب الاتحاد الديمقراطي‘ فضّل اتفاقاً براغماتياً مع نظام الأسد قائماً على عدم العدوان المتبادل منذ صيف 2012، بدلاً من التوجّه والانضمام إلى الجماهير الثورية الغفيرةالتي ما تزال تقاتل بشكل فعلي من أجل إسقاط نظام الأسد. بالإضافة لذلك، في خريف 2015، دعم الـPYD الضربات الجوية الهائلة التي قامت بها الإمبريالية الروسية، والتي استهدفت بشكل أساسي قوات المعارضة الديمقراطية العربية السورية والمدنيين، وفقط بشكل ثانوي استهدفت داعش و’جبهة النصرة‘. هذه الضربات الجوية دمّرت الكثير من المؤسسات المدنية التي تحتاجها تلك المناطق ولم تكن تحت سيطرة نظام الأسد أو داعش أو ’النصرة‘.

الكانتونات الثلاثة في روجافا، والتي يديرها الـPYD، وفّرت شكلاً من الحكم الذاتي تضمّن حقوق المرأة ومشاركة الأقليات وعلمانية المؤسسات. لكن توجد بعض التناقضات والمشكلات التي لا تمثّل التنظيم الذاتي من تحت بل بالأحرى عمليات يتم التحكم بها من الأعلى. علينا أن نتكلم عن الممارسات السلطوية التي يمارسها الـPYD في كل من التنظيمات والوظائف الداخلية وفي موقفه ومماراسته تجاه الرؤى والتنظيمات المعارضة له. (للمزيد من التفاصيل انظر مقالات ومقابلات جوزيف ضاهر مع ناشطين أكراد على موقع ’تحالف الاشتراكيين السوريين والإيرانيين‘.)

هذا لا يغيّر حقيقة أن كل الاشتراكيين بحاجة لدعم موقف مبدئي يقف مع تقرير المصير الكردي في سوريا وتركيا والعراق وإيران.

الآن يستعمل الجيش التركي قوات المعارضة العربية السورية بمختلف فصائلها، بما في ذلك السلفيين وغيرهم من المجموعات الأصولية وفصائل أصغر من ’الجيش السوري الحر‘ لمهاجمة قوات الـPYD، لقصف وقتل المدنيين الأكراد ولبناء جدار فاصل على الحدود بين الأكراد السوريين والأتراك.

نحن نعارض التدخل العسكري التركي في سوريا تماماً كما نعارض التدخل العسكري لروسيا وإيران وممالك الخليج والقوى الغربية. هذه لا تدعم مصالح الطبقات الشعبية وفقط تزيد من الانقسامات الطائفية والإثنية. كلهم يتمنى المحافظة على نظام الأسد (مع أو بدون الأسد) وكلهم يرفض تقرير المصير التركي، وبالتالي يستمرون في الحرب.

الخلاصة، أننا ننتفق مع الرفيقَين الإيرانيَّين حول الحاجة لتحالف بين الثواريين الأكراد والعرب والإيرانيين والأتراك الذين يعارضون نظام الأسد ويدافعون عن حق الأكراد في تقرير المصير ويعارضون كل الأصوليين الدينيين والأنظمة السلطوية والتحالفات الإمبريالية. هذا ما يدفع ’تحالف الاشتراكيين السوريين والإيرانيين‘ نحو التواصل مع كل اشتراكيي الشرق الأوسط الذين يبحثون عن بديل إنساني للرأسمالية وطائفيتها، وللتمييز الجنساني والعنصري والشوفينية.