في الواقع، تضامن الطلاب اليساريون في جامعة طهران مع الاحتجاجات في جميع أنحاء البلاد ورددوا/ن “الإصلاحيين أو المحافظين، هذه القصة وصلت إلى نهايتها!”، وهو شعار قوي تحدى سياسات المؤسسة المرتكزة على الأحزاب المهيمنة، وأصبح يتمتع بشعبية واسعة على امتداد البلاد.

الكاتب/ة: سينا زيكافات.

بعد أن اندلعت موجة الاحتجاجات الشعبية في إيران في كانون الأول/ديسمبر، حيث طالب المتظاهرون بإسقاط الجمهورية الإسلامية، اعتقل النظام أكثر من مئة مناضل/ة وطالب/ة يساري/ة من أجل منع تطور أي علاقة عضوية بين المتظاهرين/ات من الطبقة العاملة وطلاب الجامعة. معظم الطلاب اختُطفوا من منازلهم ليلاً، ووُجهت إليهم تهم “تعريض الأمن القومي للخطر”، واعتقلوا/ن لمدة وصلت إلى عدة أسابيع، وجرى اطلاق سراحهم بانتظار استكمال محاكمتهم.

في أوائل شهر آذار/مارس، عقدت الدفعة الأولى من المحاكمات وأصدرت الأحكام التالية: حكم بالسجن لمدة ست سنوات وحظر السفر لمدة سنتين إضافية لليلى حسين زاده، الطالبة في الأنثروبولوجيا في جامعة طهران والعضوة في مجلس الطلاب. وصدر حكم بالسجن لمدة سنة وحظر سفر إضافي لمدة سنتين لسينا ربيعى، الطالبة في علم الاجتماع بجامعة طهران. ويخضع للمحاكمة الطلاب باريسا رفيعي ومرزية أميري وزهرة أحمدي يتوقع أن يصدر الحكم في شهر نيسان/أبريل.

في 11 آذار/مارس، تعرض تجمع طلابي احتجاجي في جامعة البوليتكنيك في طهران ضد هذه الأحكام، لهجوم شرس شنته قوات الباسيج الذين اتهموا الطلاب بأنهم  “صهاينة” وضربوهم ضربًا مبرحًا. نظم طلاب آخرون في جامعة العلامة الطباطبائية احتجاجًا وحملوا جثة رمزية لطالب على أكتافهم.

يبدو أن العقوبة السجنية الطويلة التي عوقبت بها ليلى حسين زاده ترتبط بأنها ناشطة اشتراكية نسوية وقائدة طلابية.

بدأ الانتعاش الأخير للمطالب اليسارية والسياسية بين طلاب الجامعات في إيران منذ بضع سنوات كرد فعل على فرض رسوم عالية على التعليم العالي والخدمات الجامعية من ناحية، وزيادة تدخل القوى الأمنية في الجامعات من ناحية أخرى، من الأحزاب السياسية الأساسية، أي الإصلاحيين والمحافظين.

لفترة طويلة، احتكر الإصلاحيون العمل السياسي والتعبوي في الحرم الجامعي. لكن خلال الاحتجاجات الشعبية التي حصلت في شهر كانون الأول/ديسمبر 2017، جرى تحدي هذا الاحتكار بقوة. في الواقع، تضامن الطلاب اليساريون في جامعة طهران مع الاحتجاجات في جميع أنحاء البلاد ورددوا/ن “الإصلاحيين أو المحافظين، هذه القصة وصلت إلى نهايتها!”، وهو شعار قوي تحدى سياسات المؤسسة المرتكزة على الأحزاب المهيمنة، وأصبح يتمتع بشعبية واسعة على امتداد البلاد.

تستعيد الحركة الطلابية في إيران استقلالها ومركزيتها في السياسة الإيرانية الداخلية والخارجية. من الضروري أن تقدم الحركات الطلابية الأممية الأخرى، التقدمية والمناهضة للرأسمالية في جميع أنحاء العالم، دعمها لهذه الحركة الطلابية والتضامن مع المناضلين/ات مثل ليلى حسين زاده ورفاقها.

*نشر النص باللغة الانكليزية في موقع تحالف الاشتراكيين/ات في الشرق الأوسط بتاريخ 17 آذار/مارس 2017

المصدر:  المنشور

http://www.al-manshour.org/node/8003

Also see:

http://allianceofmesocialists.org/iranian-student-challenges-irans-syria-intervention/