ما يلي مقابلة أجراها راديو زمانه، محطة وموقع حقوق إنسان ناطق بالفارسية مركزه هولندا، مع جوزيف ضاهر وفريدا أفاري.
31 آذار 2016
المصدر الفارسي:
https://www.radiozamaneh.com/280709
مقدمة محرّري راديو زمانه:
ليس هناك تواصل بين المجتمعين الإيراني والسوري. التواصل بين البلدين يحصل من هلال الحكومات، ومن خلال العسكر. بينما تصبح الأسلحة والقوة جسر التواصل، هناك أشياء كالصداقة والتضامن لا يمكن خلقها ما لم يتم البحث عن طريق بديل. هذا الطريق البديل بطبيعة الحال يعاكس الطريق الذي تفتحه سلطتا الدولتين. لكن المؤلم أن جهود فتح طريق بديل تبقى محدودة. محدودة لأن المثقفين وناشطي الحرية السوريين والإيرانيين، وكذلك العراقيين، لا يملكون أي تواصل ملموس فيما بينهم. لكنهم يملكون مصائب عديدة مشتركة بالمقابل.
مؤخراً تم افتتاح موقع يسعى لوضع المثقفين والناشطين اليساريين السوريين والإيرانيين جنباً إلى جنب. قبل افتتاح الموقع، أطلق مؤسّسو التحالف بياناً شرحوا فيه أهدافهم. فريدا أفاري، باحثة ومترجمة، وجوزيف ضاهر، نشاط يساري وأستاذ مساعد في العلوم السياسية، كانا اثنين ممن وقّعوا ذلك البيان. وقد أجابا على أسئلتنا المتعلقة بالموقع.
- موقعكم يربط بين سوريا الأخرى وإيران الأخرى. كيف تعرّفون “الآخر”؟
المعنى الأول، هو أن “الآخر” يضمّ كل الأفراد والجماعات المؤيدة للديمقراطية والعدالة الاجتماعية والمساواة، والمعارضة للعنصرية والطائفية، وغير المنضوية تحت جناح أي سلطة دولة. الآخر يضمّ العمّال الذين يناضلون من أجل النجاة ويعانون من ظروف عمل غير صحية ومنفّرة؛ يضمّ الناشطين من أجل حقوق المرأة؛ يضمّ أبناء الأقليات الإثنية والدينية والجنسية المضطهدين؛ يضمّ الأقليات القومية كالأكراد الذين يطالبون بتقرير المصير؛ يضمّ الشباب الطلّابي الذين يرفضون خنق أنظمة التعليم؛ يضمّ المعتقلين السياسيين. قطاعات المجتمع هذه ليس لها صوت في الإعلام السائد في سوريا وإيران. هم يحاولون أن يتنظموا ويقاوموا رغم الصعوبات ورغم حملات القمع الشرسة.
المعنى الثاني، هذا “الآخر” يضم الاشتراكيين الذين يرفضون الأنظمة الستالينية التي وجدت في الاتحاد السوفييتي والصين والدول الدائرة في فضائهم، بالإضافة للأنظمة التسلّطية وأحزاب الشرق الأوسط التي تدّعي الاشتراكية. بدلاً من ذلك، نحن نجادل بأن الاشتراكية مفهوم للتحرّر الإنساني لم يتحقّق بعد. كجزء من هذا “الآخر”، بعض متبنّي التحالف ماركسيون وبعضهم يعتبرون أنفسهم اشتراكيين بمعنى أوسع للكلمة.
نحن نعترف بأننا أقلية في مجتمعاتنا حسب التعريف الثاني لـ”الآخر”، لكن هذا ليس سبباً لبقائنا صامتين حول رؤيتنا لمجتمع مستقبلي أو لتخلّينا عن الانخراط في النضال لتطوير بديل إنساني للرأسمالية.
- “الآخر” في العادة غائب في الإعلام السائد. ما خططكم لتعريف الإعلام به؟
أولاً، هدفنا جعل “الآخر” في إيران واعياً بنضال “الآخر” في سوريا. والعكس. نسعى لعرض تحليلات تتعاطى مع تعقيدات القضايا، وللذهاب أبعد من ردود الفعل السطحية التي تُعرف بها قطاعات واسعة من اليسار. ما حصل للثورة السورية يتطلّب تحليلاً جادّاً: لم تمكّن نظام الأسد الفاشي من البقاء في السلطة رغم انتفاضة واسعة قامت بها أغلبية السوريين الذين أرادوا الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والمساواة؟ كيف دعمت حكومات إيران وروسيا والصين، بالإضافة للحكومات الغربية، نظام الأسد بطرق مباشرة أو غير مباشرة؟ كيف صعدت داعش؟ ما الدور الذي لعبته الحركة الكردية لتقرير المصير في الثورة؟ كيف أثرت حرب تركيا الوحشية ضد الأكراد على الوضع في سوريا؟ من الضروري تحدّي كذبة أن نظام الأسد سيكون قادراً على إيقاف نموّ داعش وغيرها من السلفيين الجهاديين. لا يمكن أن يكون هناك حل طويل الأمد لمعضلة أكثر من 12 مليون لاجئاً داخل وخارج سوريا طالما نظام الأسد، والسلفيون الجهاديون الذين يتغذّون من وحشية النظام، بقوا هناك. تحليل هذه الأسئلة مطلوب لبداية إنشاء تضامن بين إيران الأخرى وسوريا الأخرى، نحو هدف العثور على حلول حقيقية. يحتاج الإيرانيون أن يعرفوا أن الصمت عن دعم حكومتهم لنظام الأسد سيسمح للحكومة الإيرانية بقمع ديمقراطية إيران وناشطيها العماليين أكثر فأكثر.
ثانياً، بنية موقعنا تشير للمواضيع التي نظن أنها القضايا الملحّة في المنطقة. لدينا صفحة منفصلة لكل من القضايا التالية: 1- تحرّر النساء والجنوسة والأقليات الجنسية. 2- الأقليات القومية والعرقية والدينية المقموعة. 3- العمل وبدائل الرأسمالية. في كل من هذه الصفحات هدفنا توفير تحليل وليس فقط أخباراً. المقالات حول هذه المواضيع مرحّب بها أيضاً من كل الذين لا ينتمون بشكل مباشر إلى هذا التحالف.
سنحاول أن نستخدم هذا الموقع كمنصّو لتطوير ونشر أفكار ومواقف، وسنحاول أن ننظّم مؤتمرات ونشاطات أخرى إن كان ممكناً. لكننا ما نزال قيد بناء هذا التحالف وما نزال بحاجة للعمل بشكل جماعي على أهدافنا ومطالبنا والطرق التي يمكننا العمل فيها مع بعضنا.
- التعريف بالذات كـ”آخر” دائماً يواجهه خطر الانعزال والطائفية الثقافية. ما خطتكم لتحاشي ذلك؟
نحن لا نزعم أننا بديل عن الحركات الاجتماعية بل نأمل أن ننشئ حواراً حول مواضيع أساسية.
موقعنا ثلاثي اللغة (إنكليزي، عربي، فارسي) لأن هدفنا خلق حوار بين متحدّثي العربية ومتحدّثي الفارسية ومتحدّثي الإنكليزية. حتى حين لا تتوفّر ترجمة لأحد النصوص باللغتين الأخريين فإن عنوان النص وملخّصاً له متوفّر باللغات الثلاث.
نحن نتواصل مع اشتراكيين معادين للستالينية من مناطق أخرى في الشرق الأوسط. نرحّب بمقالات الآخرين كما نقوم بشكل حثيث بالبحث عن، وترجمة، وإعادة نشر مقالات كتبها اشتراكيون شرق أوسطيون أو غربيون أو غير ذلك، مما يمكنه الإضاءة على المسائل التي يسعى التحالف للتعاطي معها.
بعضنا ناشط في النضالات العمالية والنسوية والمعادية للعنصرية في البلدان التي يعيشون فيها. نريد التحدث لقطاعات واسعة من المجتمع والانخراط في نقاشات معهم، ومستعدون للعمل والتعاون مع مجموعات أخرى اعتماداً على أهدافنا المشتركة لتحسين شروط القيم الديمقراطية والتقدمية في مجتمعاتنا. في الوقت نفسه، نؤمن أن الدوغمائية والطائفية لا يمكن تجاوزهما ما دام منطق الرأسمال يحكم حياتنا.