بشكل أعم، من المرجح أن يتزايد دعم الولايات المتحدة للأنظمة السلطوية، في الشرق الأوسط وغيره. عبّر ترامب في أكثر من مناسبة عن احترامه لـ«الرجال الأقوياء»، على نموذج الرجل الأبيض الاستعراضي المتسلط، حيث ذكر أنه حتى «العاطلون» مثل صدام حسين ومعمر القذافي كانوا ليكونوا مفيدين في الحرب على الإرهاب

جوزيف ضاهر

23 تشرين الثاني 2016

ناه مقتطفات من المقال:

 أعلن ترامب بشكل متكرر أنه يريد إنهاء الاتفاق النووي الذي تم التوصل إليه عام 2015، والذي وصفه بالـ«الكارثي» وبـ«أسوأ اتفاق تم التفاوض عليه بالمطلق» خلال حملته، بينما انتقد قبل ذلك العقوبات التي منعت الشركات الأميركية من العمل في إيران. نظراٌ لرؤيته حول العمل بشكل قريب مع النظام الروسي فيما يخص قضايا أخرى، مثل سوريا وأوكرانيا، لن يتم خرق الاتفاق الأميركي مع إيران لكنه سيتعرض لبعض الضغط.

في حالة سوريا، ثمة بعض النزعات الظاهرة، والتي ستقود على الأرجح إلى زيادة معاناة الشعب السوري. ترامب أكثر تصميماً من خصمته هيلاي كلينتون على التوصل لاتفاق مع روسيا حول سوريا، فهو يرى في فلاديمير بوتين رجلاً قادراً على محاربة الإرهاب. وقد عبر عدة مرات خلال حملته عن رغبته في التقريب بين البلدين. في تشرين الأول 2015، مدح علناً التدخل العسكري الروسي المباشر والداعم للنظام في دمشق. ستكون الولايات المتحدة وروسيا في عهد ترامب أقرب إلى التعاون في ما يسمى «الحرب على الإرهاب» وإلى تقوية وشرعنة نظام الأسد وغيره من القوى السلطوية.

لذا فإن تصريحات ترامب حول «منطقة آمنة» تمولها ممالك الخليج على الحدود السورية، حيث يرمى النازحون السوريون بدل السماح لهم بطلب اللجوء خارج البلاد، هي تصريحات لن تتحقق، حيث ستعاكس المصالح الروسية في سوريا. السياسات المتعلقة باللاجئين في الولايات المتحدة ستضاف لها الكثير من القيود بسبب نظرة ترامب وخطابه العنصري والمعادي للإسلام.

كجزء من التنسيق مع روسيا، ستحث إدارة ترامب حلفاء الولايات المتحدة الأميركية في المنطقة على وقف دعم المعارضة السورية المسلحة. هذا سيسرّع تأسيس ما يسمى «حكومة ائتلافية» ترعاها كل من موسكو وواشنطن ويرأسها الأسد، وستضم بعض أعضاء المعارضة التصالحيين جداً، أو من يسمون المستقلين الذين هم في الحقيقة شخصيات قريبة من النظام. هذا سيعبد الطريق للتعاون الأميركي مع نظام الأسد، مرة أخرى باسم «الحرب على الإرهاب».

بشكل أعم، من المرجح أن يتزايد دعم الولايات المتحدة للأنظمة السلطوية، في الشرق الأوسط وغيره. عبّر ترامب في أكثر من مناسبة عن احترامه لـ«الرجال الأقوياء»، على نموذج الرجل الأبيض الاستعراضي المتسلط، حيث ذكر أنه حتى «العاطلون» مثل صدام حسين ومعمر القذافي كانوا ليكونوا مفيدين في الحرب على الإرهاب. لذلك خلال اجتماعه مع عبد الفتاح السيسي في نيويورك في أيلول 2016 امتدح ترامب جهود الدكتاتور المصري في «حربه على الإرهاب».

كما يبدو أن تقارباً مشابهاً سيحصل مع حكومة العدالة والتنمية في تركيا والتي يرأسها رجب طيب إردوغان.

سيكون الشعب الفلسطيني أيضاً ضحية أخرى من ضحايا انتصار ترامب، حيث سيبقى الأخير صامتاً بل وسيدعم السياسات السلطوية والعنصرية والتوسعية للحكومة المتطرفة التي يرأسها بنيامين نتنياهو.

رغم أن سياسة ترامب الخارجية مبنية على ما يسمى «الانعزالية»، إلا أن السلطة الإمبريالية للولايات المتحدة ستستمر على الأرجح.

ملاحظة المحرر: تم نشر هذه المقالة في الأصل بالفرنسية في الجريدة السويسرية «لو كوريير».